فتح مـراكز للتكفـل بالنـازحــــين
يحاول العديد من الأفارقة الذين تعرف بلدانهم نزاعات القيام بالهجرة غير الشرعية في دول أخرى هروبا من المعاناة..أفارقة منسيون، يعيشون على التسول ولا يتقنون التحدث لا بالفرنسية ولا العربية، نسبة كبيرة منهم تنحدر من دول مزقتها الحروب الأهلية، والأزمات الاقتصادية، حملتهم إلى الهجرة غير الشرعية، والانتقال إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط على أمل أن يجدوا الحياة فيها. «الشعب» ترصد هذه الظاهرة المتفشية بقالمة.
حاولنا تسليط الضوء على المهاجرين غير الشرعيين بقالمة، حيث صرح رئيس بلدية قالمة خلة حسين بأنه تم تسجيل 410 رعية أجنبية متواجدة بالولاية بطريقة غير شرعية، فيما أكد بأنه لم تحدد جنسيهم بعد.
ومن ناحية أخرى، قال بأنه قد تم تنظيم اقامة هؤلاء الرعايا الأجانب الموجودين في وضعية غير شرعية وتحديد تمركزهم في المحطة الشمالية، أين تم إحصائهم من طرف أعوان البلدية المكلفين لهذه العملية، وقد تم تسجيل 170 طفل ‘إناث وذكور’، أما بالنسبة للنساء فعددهم 150 امرأة و 90 رجلا، لا يحملون أي وثائق تدل على هويتهم.
وعن الإجراءات المتخذة والحلول المقدمة لهؤلاء المهاجرين غير الشرعيين الذي يتزايد عددهم شهر بعد شهر قال ذات المسؤول، على مكتب حفظ الصحة والوقاية المكلفة بإعداد التقارير الصحية الخاصة حول الأمراض المنتقلة، وأما بخصوص ترحيلهم فأوضح بأنه لم يتم الفصل بعد مع السلطات لاتخاذ الإجراءات اللازمة وما يخول به القانون في هذا الصدد سيتخذ فورا.
وبخصوص التجاوزات، فقد تم التأكيد من قبل الجهات المعنية والأمنية، بأنه لم تسجل ضدهم أي سلوكات تدل على الانحراف، بل تم التأكيد بأنهم جد مسالمين جاؤوا فرارا من الحروب والبحث عن لقمة عيش، لكن يبقى التخوف من استعمالهم واستغلالهم في الجريمة وهذا ما يسهر عليه رجال الدرك والأمن بالولاية، وعن ما مدى صحة الأخبار المتناقلة حول وجود أمراض خطيرة بهؤلاء المهاجرين غير الشرعيين، أكد حسان سرايدي بمكتب الوقاية بولاية قالمة انه لم يتم بعد معاينة أي إفريقي وهم بصدد انتظار التعليمة لبداية عملهم الوقائي.
صورة قاتمة بمحطة المسافرين
انتقلنا إلى مكان تموقعهم وتواجدهم بمحطة المسافرين بمدينة قالمة، حيث يشاهد كل من يتجه الى هذا المكان الكم الهائل من المهاجرين الأفارقة، قبل أن يتوزعوا عبر أنحاء المدينة بالطرقات والأسواق، وكانت وجهتنا إلى سيدة جالسة مع ابنتها ألقينا السلام، لترد التحية بالعربية، أخبرتنا بأنها تدعى لالة فاطمة وكانت جد سعيدة بالحديث معنا.
وبعدها لم نجد طريقة للتواصل وفهم بعضنا كونها تتحدث بلغة بلدها النيجر، حاولت إيجاد أحدهم يستطيع التواصل معنا لكن دون فائدة، عجزنا عن ذلك، لكن الملفت للانتباه أنهم حاولوا أيضا جاهدين التواصل معنا، كما أنهم يبتسمون في كل مرة نسأل عن شيء ما، وجدناهم جد مسالمين، ويحبون التقاط الصور بكل فرح، لمحنا اهتمام وتجاوب وفرحة عند حديثنا معهم ،حيث حاولنا معرفة تفاصيل سفرهم ورحلتهم باتجاه قالمة وللأسف اللغة كانت عائقا وغير مفهومة بالنسبة لنا ولهم، ليتعذر علينا فهم تفاصيل رحلتهم، رغم أن إحدى السيدات أجابت قائلة بأن معظم الأفارقة الموجودين بالمحطة قادمين من النيجر ويعتنقون الإسلام فارين من بلدهم على أمل البحث عن الحياة والأمن.
كما عمدنا إلى التقرب من احد العائلات النازحة من النيجر والتي تواجدت في محطة المسافرين حيث وضعت خيمتها، حاولنا معرفة ما بداخل الخيمة من أغراض وطقوس ووسائل، عبارة عن غطاء حول حائط مكان انتظار المسافرين سابقا، وكان على جانبه بالخارج أربع نسوة يضعن خمارا على رؤوسهن، ولمحنا في الداخل وجود عدد كبير من الأغطية الشتوية.
كانت آنذاك الساعة تشير إلى الواحدة ظهرا والحرارة مرتفعة جدا، رائحة كريهة منبعثة بذلك المكان بالمحطة المقابلة لمكان تواجد سيارات الأجرة العمومية، فيما كان يتواجد عدد هائل من الأطفال الصغار ذو البشرة السوداء في حالة كارثية، وتبدو الابتسامة بوجوههم وفي حين أخرى الحيرة والدهشة وهم ينظرون الى المارة ، ملامحهم تشير إلى انتمائهم إلى البلدان الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء، فيما يحاولون التقرب من المسافرين وطلب النقود، وليس بعيدا عن محطة المسافرين أيضا نرى بأنهم موزعون عبر شوارع مدينة قالمة على الأرصفة والأسواق يجلسون على الطرقات حالتهم سيئة للغاية .
تذمر وسط السكان
تذمر في وسط السكان والمسافرين عامة من الحالة التي آلت إليها مدينة قالمة، انتشار عدد كبير من الأفارقة نساء وأطفال عبر شوارع المدينة وتخوف من انتقال الأمراض الخطيرة التي يحملها الأفارقة، هذا ما رصدته «الشعب».
ويقول عادل خير الدين: «انها معاناة لمدة 8 أشهر، ونحن لا نعلم نوعية الأمراض التي يحملها الأفارقة، كذلك ترى حالتهم بالطرقات كارثية ولا توصف يعيشون على التسول، نحن نعلم أن الجزائر مصادقة على معاهدات وبروتوكولات دولية حيث لا نستطيع مساسهم أو إرجاعهم، لكن لابد على السلطات أن تجد حلولا في اقرب أجل، ففصل الشتاء تنقص فيه الأمراض على عكس فصل الصيف تنتشر الأوبئة والأمراض، والسؤال يبقى مطروحا متى سيكون الحل ؟ فلابد من إيجاد حلول واتخاذ إجراءات قانونية تنظيمية بحقهم وتوفير مراكز تأويهم فحقيقة عددهم يتزايد ووجدوا سكان قالمة تكفلوا بهم وأعطوهم ملابس وافرشة وأعانوهم ماديا، لكن لابد التفكير بالحلول المناسبة خاصة ان الأمراض التي تأتي من إفريقيا لا نعلم نوعها .
من جهته يقول السيد ع.محمد سائق الأجرة لـ«الشعب»: نحمد الله انه بالقرب بالمحطة لا توجد مجار أو برك مائية، و إلا كان التخوف من انتقال الفيروسات والأمراض ونحن مناعتنا لا تسمح لنا بمقاومة أمراض إفريقيا، وتخوفا من ذلك قمنا بإضراب خاص أين تجمع أصحاب سيارات الأجرة احتجاجا على الروائح الكريهة بالمحطة، وتواجد العدد الهائل من الأفارقة بالمكان قربا من مكان تواجد سيارات الأجرة ، ووعدت السلطات بالولاية بأنها ستحل المشكل عن قريب».
فيما أضاف العيد قتين سائق أجرة، واد الزناتي «أن المواطنين يهربون منهم، تخوفا من الأمراض والوسخ فهم لا يستحمون حالتهم مزرية كما أن أعدادهم تتزايد كل مرة، ومن جهة أخرى يقول هم جد مسالمين يبحثون فقط عن لقمة العيش ومكان يأويهم، حيث لم يلحظ أي مشكل من طرفهم، وسكان قالمة ساعدوهم بتوفير لهم مختلف الأغراض فقط هم في تخوف من انت شار الأمراض المعدية والأوبئة».